RANDOM HANDSHAKES - ALI H. RADDAOUI

Thursday, August 15, 2019

رحلة إلى مقبرة النفايات


خلفية هذه الخاطرة أنه عندما يكتظ بيتك بعفش لم تعد في حاجة إليه، يتعين عليك أن تأخذه إلى حيث مكب النفايات وهناك يتم وزنه ثم تتولى دفع رسوم إتلافه إلى من يدير هذه الخدمة البلدية.


في الربع الأخير من الليل
عُمَّارُ الكون نيامٌ
حسمت أمري
حزمت حقائب ذكرياتي
من بين الرفوف المغبرّة
ورقائق الحاسبات
وثنايا الكتب
وهوامش الهمسات
ودردشات منتصف الليالي
ما كنت على عجلة من أمري
صفّفت صورا ودفاتر ..
مشاهدُ بعضها من نسج خيالي
وأخرى نطفٌ تسبح  في بحاري
استجمعتها
ووضعت يدا حيث نبض عروقي
وبالأخرى عقدت الحبل
وأحكمت الحمل على ظهري
في طريقي إلى مقبرة النفايات
...
في طريقي إلى مقبرة النفايات
استوقفتني واردةٌ
على أطلال رذاذ سكبته عين السماء
حدقت في الفضاء مليا...
خلفي سنة ضوء
كنت جمّعت شظاياها
دونما تفرقة
على وقع سنفونية الفصول الأربعة
وأمامي مشوار ساعة
شققت طريقي
وصلت إلى مكتب مديرة المقبرة
قبيل الفجر بأزمان
فاستقبلتني دونما حفاوة
وضعت عفشي على الميزان
دفّعتني أجرة إتلافه أضعافا
وألفيت نفسي ألقي بذاكرتي
في حطام من مآلات اللاحقين والسابقات
بعدها رجعت إلى مكتبي
كما كنت قبل الذكريات.

No comments: